ألمانيا ترحل دفعة جديدة من المهاجرين العراقيين إلى بغداد

ألمانيا ترحل دفعة جديدة من المهاجرين العراقيين إلى بغداد

أقلعت طائرة ترحيل من مطار مدينة لايبتزيغ شرق ألمانيا متجهة إلى العاصمة العراقية بغداد، وعلى متنها مجموعة من المهاجرين العراقيين الذين تقرّر ترحيلهم قسريًّا، في إطار سياسة ألمانية مشددة تستهدف الحد من الهجرة غير النظامية.

رصد مصوّر من وكالة الأنباء الألمانية، الثلاثاء، لحظة إقلاع الطائرة في تمام الساعة العاشرة و52 دقيقة صباحًا، وفق ما أكدته منصة تتبّع الطيران العالمية "فلايت رادار 24"، فيما امتنعت وزارة الداخلية الألمانية عن تقديم أي تصريح رسمي أو تفاصيل بشأن عدد المرحّلين أو خلفياتهم.

رافقت وحدات من الشرطة الألمانية العملية منذ بدايتها، حيث شوهد ضباط الأمن وهم يُشرفون على صعود كل شخص من المرحّلين إلى الطائرة بشكل فردي، وذلك بعد نقلهم من مراكز الاحتجاز أو الإقامة عبر حافلات صغيرة وأخرى تابعة للمطار. 

وجرى اتخاذ هذه الإجراءات وسط رقابة مشددة على محيط المطار في محاولة لتجنّب الاحتجاجات أو التغطية الإعلامية المكثفة.

عملية ترحيل مماثلة

جاءت هذه العملية بعد أسبوع فقط من تنفيذ عملية ترحيل مماثلة من لايبتزيغ إلى أفغانستان، شملت 81 شخصًا أدينوا بارتكاب جرائم جنائية، ما يشير إلى تكثيف الحكومة الألمانية لعمليات الترحيل في الأشهر الأخيرة، رغم المخاطر الإنسانية والأمنية التي تحيط ببعض وجهات الترحيل.

وسجّلت وزارة الداخلية الألمانية خلال عام 2024 ترحيل 816 مهاجرًا عراقيًا، بينهم 615 شخصًا أُعيدوا مباشرة إلى العراق، بينما نُقل آخرون إلى دول أوروبية أخرى بموجب اتفاقيات اللجوء الثانوي. 

وفي فبراير الماضي، تم ترحيل 47 شخصًا من مدينة هانوفر إلى العراق في عملية مشابهة.

تواجه هذه العمليات انتقادات من منظمات حقوق الإنسان، خاصة في ظل عدم ضمان توفير بيئة آمنة للمرحّلين في العراق، الذي لا يزال يعاني من هشاشة أمنية واضطرابات داخلية متكررة. 

وتؤكد هذه المنظمات أن عمليات الترحيل الجماعي قد تعرض المرحّلين لخطر التهميش أو حتى الانتقام السياسي، خاصة في المناطق المتوترة.

الأوضاع في العراق 

تفاقمت الأوضاع الإنسانية في العراق بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، إذ لا تزال البلاد تعاني من تداعيات عقود من الحروب والعقوبات والاضطرابات السياسية، فضلًا عن استمرار وجود جماعات مسلّحة وميليشيات مدعومة من الخارج، بعضها متورط في أعمال عنف وتهديد للحريات.

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى وجود أكثر من 1.2 مليون نازح داخلي داخل العراق، فيما يحتاج نحو ثلاثة ملايين شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة. 

أما العائدون من الخارج فهم غالبًا ما يواجهون تحديات جسيمة في تلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، ما يدفع بعضهم للتفكير في مغادرة البلاد مرة أخرى.

رغبة في الهجرة رغم العودة

أظهرت نتائج استطلاع أجرته المنظمة الدولية للهجرة (IOM) عام 2023 أن نحو نصف العائدين العراقيين من أوروبا يفكرون جديًّا في محاولة الهجرة مجددًا خلال أقل من 6 أشهر من عودتهم، وهو ما يعكس فشل سياسات الإعادة في تحقيق الاستقرار أو توفير حلول طويلة الأجل.

وتبرز هذه المؤشرات حجم المأزق الإنساني الذي يواجهه المرحّلون، الذين يجدون أنفسهم عالقين بين سياسات أوروبية متشددة، وواقع محلي في العراق يفتقر إلى الأمن وفرص العيش الكريم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية